المقالات
الأمازيغية : سنتان من التراجعات و الميز بعد الدسترة
- التفاصيل
- المجموعة: أقلام حرة
- نشر بتاريخ السبت, 21 شتنبر 2013 17:57
رشيد الحاحي
أزيد من عامين مرا الآن على ورود عبارة "وتعتبر الأمازيغية أيضاًلغةًرسمية للدولة" كما جاء في الفصل الخامس من دستور 2011، وفيما كان المنتظر أن تسرع الدولة والحكومة بسن القانون التنظيمي المفعل لرسمية الأمازيغية وفق مقاربة العدالة الانتقالية والإنصاف الحقوقي والتأسيس الديمقراطي، فكل المعطيات والتطورات التي عرفتها وضعية الأمازيغية خلال فترة السنتين المنصرمتين من عمر حكومة الدستور الجديد تؤكد بأن هذه المدة كانت بامتياز فترة من الميز المدستر والتراجعات الصارخة التي تندر بأن الملف الأمازيغي دخل مرحلة جديدة في مسار احتوائه كما يتجلى ذلك فيما يلي:
- تتخبط حكومة عبد الإله بنكيران في أزمة سياسية غير مسبوقة بعد أن فقدت أغلبيتها البرلمانية وعجزت عن الوصول لتوافق لترميم أغلبيتها، تنضاف إلى ذالك الأزمة الاقتصادية والمالية التي ورطت فيها البلاد وفشلها في إيجاد الحلول الملائمة للعديد من القضايا المطروحة، عوامل تتزامن مع اتخاذ الحكومة الإسلامية قرارات تزيد من تشنج المناخين السياسي والاجتماعي ليس أقلها مهاجمة كل الفرقاء، حلفاءًوخصوماًعلى حد سواء، وضرب القدرة الشرائية للمواطنين، وهو المناخ المعكر والمتوتر الذي يؤجج التوتر الاجتماعي والسياسي على حساب الممارسة الديمقراطية الرصينة والعمل المؤسساتي البناء، ويخنق أفق التغيير الممكن والنقاش الدستوري في هذه المرحلة التأسيسية الحاسمة.
ومن الواضح أن ملف الأمازيغية في أبعاده السياسية والدستورية والمؤسساتية من أكثر الملفات تضرراًمن عملية التبريد والتجميد والبلوكاج الحاصلة كما يتضح من مختلف التطورات السلبية لهذا الملف في عدة مجالات وعلى رأسها المجال التشريعي الذي يرتهن به صدور القانون التنظيمي المفعل للطابع الرسمي للأمازيغية، والتراجع الحاصل في التعليم والإعلام، والشروع في إقصاء الأمازيغية من التمثيلية بالمؤسسات الإستراتيجية، واستمرار منع تسجيل الأسماء الأمازيغية، والترامي على أراضي الجموع وحرمان الساكنة المحلية من الاستفادة من الملك الغابوي وثروات مجالها الطبيعي.
- انفراد الحكومة بصياغة قانون تنظيمي للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي يقصي التمثيلية الأمازيغية، حيث لم يشر ولم ينص في المادة السابعة من الباب الثالث التي حددت تأليف المجلس وتركيبته على أي مكون مؤسساتي أو تخصصي أو مدني فاعل في المجال الأمازيغي، رغم استحضار تمثيلية كل القطاعات والمؤسسات المعنية بالتربية والتكوين من قريب أو بعيد كالجامعات والمراكز الجهوية للتربية والتكوين والأكاديميات الجهوية ووزارة الأوقاف والثقافة وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم وجمعيات الأباء... ومن المثير للسخرية أن مشروع القانون ينص في مذكرته التقديمية على : "تكريس المقاربة التشاركية والاجتهاد الجماعي وذلك من أجل تقوية دور المجلس بوصفه إحدى رافعات الحكامة الجيدة والديمقراطية التشاركية في ميدان التربية والتكوين"!
- عودة التوتر واستمرار اللبس في ملف التربية والتكوين ومشروع إدماج الأمازيغية في المدرسة المغربية بعد حالة الركود والفرملة التي تخنق مسار هذا الورش وتحول دون توسيع قاعدة بنيته الإدارية والبيداغوجية والإحصائية، وبعد فشل المقاربة المؤسساتية المعتمدة خلال السنوات السابقة سواء على مستوى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أو على مستوى وزارة التربية الوطنية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. وهي تبعات كانت منتظرة بالنظر لغياب مشروع بيداغوجي واضح يستند إلى إستراتيجية تكوينية شاملة ودقيقة، ومقاربة تقويمية وعلاجية للمسار والممارسة التربوية. كما أن مذكرة مباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين هذه السنة تجاهلت الإجازة في الدراسات الأمازيغية ولم يواكب عدد المناصب المرصودة لتخصص الأمازيغية مقتضيات توسيع قاعدة المتمدرسين، بل أن التدبير المحلي ببعض النيابات عاد ليخضع للمزاج الشخصي والسياسي لبعض النواب كما حصل بإقليم خنيفرة حيث تؤكد العديد من الشهادات والبيانات الصادرة من طرف متتبعي الملف بالإقليم والتي توصلنا بها أن نائب الوزارة استغنى عن تخصص الأمازيغية، وعبر عن موقف غير مسئول من مشروع إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية